تشيع الاقتباسات بالكتب المقدس في جميع الديانات والرسالات السماوية ولاسيما اليهودية والمسيحية والإسلام. وإن كلام الله الحق إذا ورد فيه اقتباس فلابد أن يتطابق الاقتباس مع مصدره الأصلي تطابقا كاملا. وإلا، كان عدم التطابق أو التطابق الجزئي أو شبه التطابق دليلا على تحريف بعض كلام الله أو تبديله وتغييره بالكلية. فالاقتباس ما هو إلا إيراد كلام الغير كما هو، كلمة كلمة، وحرفا حرفا، دون زيادة أو نقصان في المعاني أو تقديم أو تأخير في الألفاظ.
وفي الإسلام، لا يدعي المسلمون أن اقتباسات القرآن الكريم من الكتب السابقة، ولاسيما التوراة والإنجيل والزبور، مضمنة الآن بالضرورة في الكتاب المقدس لعدم إيمانهم بأنه يحوي بالضرورة التوراة والإنجيل والزبور الأصليين، بل هو في اعتقادهم مزيج مما تبقى من كلام الله مع كلام البشر. ولذلك قد نجد اقتباسات القرآن من الكتب السابقة واردة في الكتاب المقدس وقد لا نجدها. وبخلاف الكتاب المقدس، ليس بالقرآن الكريم اقتباسات من بعضه البعض، لأنه وحدة واحدة ونزل في فترة زمنية واحدة. ولذلك، لا نجد سورة تقتبس آيات من سورة أخرى. كما تقل الاقتباسات في القرآن الكريم بصفة عامة لأننا نجد أن الله يتحدث إلينا مباشرة دون وسيط.
وأما السنة النبوية المطهرة بما في ذلك الأحاديث النبوية، وأضف إليها أقوال الصحابة والتابعين وتابعي التابعين والسلف الصالح وأهل العلم المعتبرين، فهي منذ فجر الإسلام تلتزم بحرفية الاقتباس من القرآن الكريم، بمعنى أنه عند الاقتباس، كان النبي محمد صلى الله عليه السلام في سنته والصحابة في آثارهم والتابعون وتابعو التابعون والسلف الصالح وأئمة أهل العلم في أقوالهم يوردون الآيات المقتبسة من القرآن الكريم كلمة كلمة وحرفا حرفا دون زيادة أو نقصان أو تقديم أو تأخير أو رواية بالمعنى.