اسأل الله العظيم أن يبارك في عمرها . . .
الطفل في هذه المرحلة يتأثر بمخزون الأيام . .
لذلك .. جيّد أن تفتحي معها حوراً تُخرج فيه ما في نفسها ...
اجعليها تتحدّث بكل عفوية .. لا تعاتبيها على كلماتها وصراحتها . .
ناقشيها فيما ترسم . . اسأليها لماذا ترسم هذه الرسومات ؟!
أفهميها .. أن والدها هو الآن يحتاج لدعائها . .
أفهميها أن الحياة الدنيا ليست محلاًّ للبقاء .. كلّميها عن الآخرة .. وعن الجنة وما فيه من النّعيم . .
حدّثيها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وكيف كان كل من حوله يحبه ومع ذلك مات ورحل إلى الدار الآخرة . . .
اجعليها تفهم ما هي طبيعة الحياة ...
لا يجبرك عنادها على أن تتصرفي معها بردة فعل عكسية قويّة . .
بقدر ما تكوني أكثر هدوءاً وتوجيهاً لتصرّفها . . .
حاولي أن تصوغي طريقة تفكيرها من خلال ما تقرأ . . اقتني لها بعض الكتب والسمعيات والمرئيات التي تعتني بتصحيح المفاهيم والأفكار من خلال الكتب والمرئيات الخاصّ’ بمرحلة الطفولة والتي تتكلم بلغة عمرها .
تعوّدي أن تصحبيها معك إلى برامج اجتماعيّة تقيمها بعض المراكز أو الجمعيات الخيرية في بلدكم .. اطلبي من بعض أقربائك أن يعتنوا بها في تصحيح بعض مفاهيمها . . سيما مفهوم برّ الوالدين . .
أشعريها بحبّك وحناك ..
من خلال الكلمة والقبلة والضمّة .. ومشاركتها اهتماماتها ..
أكثري من الدّعاء لها بخير . . وثقي أن الله يجيب دعوة المضطر إذا دعاه
أسأل الله العظيم أن يهدي قلبها ويقرّ بها عينك
الأخت السائلة:
أخونا الفاضل ها إنا أعود إليكم مرة أخرى بسؤال حول نفسية ابنتي
لأنها أصبحت حساسة جدا إلى درجة أنها تقول لي يمكنك الاستغناء عني إن أردتي لا ادري لماذا ربما لأنني اشكوا إمامها تعبي أحيانا
لكنني أتعمد ذلك حتى تشعر بي وبتعبي من اجلها
كذلك تقول لي سأهرب من البيت ؟
إنني اعلم جيدا انه سن المراهقة لكن اخشي إن تكون حادثة وفاة والدها إمامها هي السبب
لأنها أصلا لا تريد التعليق عن ذلك أبدا ؟
وإذا جلست في البيت لوحدها ولو لمدة بسيطة لا تتعدى ساعة أجدها في حالة بكاء شديدة ؟؟؟
آسفة على إزعاجكم لكنني لا املك غيركم ناصحا أمينا
الجواب:
أخيّة . .
ابنتك في نفسها من الهم - على صغر سنها - ما يكفي من أن تزيدي على همّها إشعارك لها بتعبك من أجلها !
بالطبع .. ستكون النتيجة .. ( سأهرب من البيت ) ( الدخول في نوبة بكاء شديدة ) !!
الفتاة في سن المراهقة . . تكون ( ثائرة ) العاطفة .. يحصل عندها نوع من الاضطراب ( النّفسي ) . . فحين تعاني ابنتك من فقد والدها بالظروف التي حصلت .. فليس من الحكمة أن نزيد عليها من الضغط العاطفي . .
أثق تماماً أنك تكلمت معها بذلك بدافع الحرص والحب . .
لكن المنبغي عليك :
- أن تُشعريها بالأمان .. بالحب بالقبول ..
- لا تُشعريها أنك تتعبين من أجلها لأن الأبناء يحبون ( الحب بلا مقابل ).
- حفّزي فيها الشعور بذاتها . . حدّثيها أنك فخورة بها .. حدّثيها . . أنها قرة عينك ..
- لا تذكّريها بوالدها لأي سبب كان .
- حاولي أن تُشغليها .. حفّزيها مثلا أن ترتبط بدار لتحفيظ القرآن أو بمعهد لتعلم وصقل بعض الهوايات ..
الأهم أن تختاري لها مكاناً موثوقاً .
- أكثري لها من الدّعاء . .
وأنصحك .. أن تعرضيها على أخصائيّة اجتماعيّة ( ثقة ) .. لتجلس معها وتحاورها حواراً إرشاديّاً . .
أسأل الله العظيم أن يقرّ بها عينك ويكفيها شرّ كل ذي شر .