وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسأل الله العظيم أن يعيذك من شر الشيطان من همزه ونفخه ونفثه . .
أخيّة . .
الشيطان قد أقسم بعزّة الله ( فبعزّتك لأغوينّهم اجمعين . إلاّ عبادك منهم المخلصين "
وهذا يعني أن هناك ( صراعاً ) سيكون مع الشيطان . . وقد بيّن لنا صلى الله عليه وسلم آلة الشيطان في الأغواء وهي ( الوسوسة ) و ( الخنس ) قال الله تعالى : " من شر الوسواس الخنّاس " وقال صلى الله عليه وسلم : " الحمد لله الذي ردّ كيده إلى الوسوسة "
فهو ( يوسوس ) و ( يخنس ) بمعنى أنه يعاود الكرّة بعد الكرّة ولا يياس . .
ومع هذا فإن الله جلّ وتعالى قد أخبرنا أن كيد الشيطان ضعيف . .قال تعالى : " إن كيد الشيطان كان ضعيفاً " فلاحظي ..هناك صراع ..
آلة إبليس في هذاالصراع هو ( الوسوسة ) و ( الخنس ) .ومع ذلك فإن كيده ضعيف !وقد علّمناالله تعالى كيف نردّ وسوسته . .
1 - بالاستعاذة بالله من الشيطان الرّجيم .
قال تعالى : " فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرّجيم "
وفي الآية إشارة إلى أن الإنسان إذا أراد أن يعمل عملاً فمن الأفضل أن يبدأ عمله بالاستعاذة بالله من الشيطان الرّجيم . .
فإن المرء إذا استعاذ بالله من الشيطان الرّجيم .. فهو إنما يلتجأ ويلوذ بالله أن يكفيه ويصرف عنه كيد الشيطان وسوسته . .
2 - الاستمرار في العمل وعدم الالتفات للوسوسة . . لأن الشيطان يودّ لو أنه يظفر من العامل أن يكفّ عن العمل . . ولذلك يجتهد الشيطان أن يُلبّس على العابد العامل أن عمله ( سمعة ورياء ) . . وإنما يودّ من هذا أن يقف العامل عن عمله !ولذلك .. الحل هنا بعد الاستعاذة : مراغمة الشيطان والاستمرار في العمل وعدم الالتفات لهذه الوسوسة .
3 - كلما راودك هذاالوسواس . . فتذكّري حديث النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه ،وذلك أن رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ذَكَرَ الشِّرْكَ ، فَقَالَ : هُوَ أَخْفَى فِيكُمْ مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : يَا رَسُولَ الله ، هَلِ الشِّرْكُ أَنْ لا يجْعَلَ مَعَ الله إِلَهًا آخَرَ ؟ فَقَالَ : ثَكَلَتْكَ أُمُّكَ يَا أَبَا بَكْرٍ ، الشِّرْكُ أَخْفَى فِيكُمْ مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ ، وَسَأَدُلُّكَ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتَهُ ذَهَبَ عَنْكَ صِغَارُ الشِّرْكِ وَكِبَارُهُ - أَوْ صَغِيرُ الشِّرْكِ وَكَبِيرُهُ - قُلْ : اللهمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ - ثَلاَثَ مَرَّاتٍ .
4 - أنتِ تسعين لمحبة الله ورضاه .. ولذلك يُتعبك هذا الوسواس . . لأنك حريصة على أن يكون عملك على الوجه الذي يحبه الله . .
اطمئني . .
و ثقي تماماً أن الله يحب منك أن لا تستجيبي لهذاالوسواس .. وأن الله يرضى منك أن لا تلتفتي لهذاالوسواس ... هنا محبة الله . .
ولا يحب أن تستجيبي لهذا الوسواس ولا يرضى لك ان تعطيه بالاً أو اهتماماً . .
لأجل أن تعملي عملاً يحبه الله .. لا تلتفتي أو تستجيبي لهذا الوسواس . . فإن عدم استجابتك لهذه الوسوسة هو عمل صالح في حدّ ذاته .
أخيّة . . لا تقولي : أنا تعبت . . لأن مراغمة الشيطان عمل صالح . . ومجاهدة النفس عمل صالح . . والصبر على الطاعة والثبات عليها عمل صالح . .و الجنة محفوفة بالمكاره . . .
وقد قال صلى الله عليه وسلم : " إن لك من الأجر على قدر نصبك "
وليس معنى هذا أن تعيدي كل عبادة راودك فيها وسواس الرياء . . إنماالمعنى أن مجاهدتك لهذا الوسواس وعدم الاستجابة له عمل صالح فيه أجر وثواب . . أسأل الله العظيم أن يصرف عنك كيد الشيطان ، وان يرزقك برد اليقين . .