وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
وأين هذا مِن ذاك !
أين من تلفّظ بكلمة واحدة ممن جَعَل السبّ والشتم دِينه وديدنه ؟!
مع أن عبد الرزاق وطائفة مِن أهل العلم نُسِبوا إلى الـتَّشَيّع ، وهذا التشيّع ليس هو الرفض .
ولذلك قال الإمام الذهبي : البدعة على ضَرْبَين :
فبدعة صغرى ، كغلو التشيع ، أو كالتشيع بلا غلو ولا تحرّف ، فهذا كثير في التابعين وتابعيهم مع الدين والورع والصدق ، فلو رُدّ حديث هؤلاء لذهب جملة من الآثار النبوية ، وهذه مفسدة بينة .
ثم بدعة كبرى ، كالرفض الكامل والغلو فيه والحطّ على أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - والدعاء الى ذلك ؛ فهذا النوع لا يحتج بهم ولا كرامة . وأيضا فما استحضر الآن في هذا الضرب رجلا صادقا ولا مأمونا ، بل الكذب شعارهم ، والتقية والنفاق دثارهم ، فكيف يُقبل نَقْل من هذا حاله حاشا وكلا ؟ فالشيعي الغالي في زمان السلف وعرفهم هو مَن تَكَلَّم في عثمان والزبير وطلحة ومعاوية وطائفة ممن حارَب عَلِيًّا - رضي الله عنه - وتَعرّض لسبِّهم ، والغالي في زماننا وعرفنا هو الذي يُكفِّر هؤلاء السادة ويتبرأ من الشيخين أيضا ، فهذا ضال مُعَثَّر . اهـ .
وهذه الكلمة التي صدرت مِن عبد الرزاق أنكرها العلماء عليه ! وعَدّوها عظيمة !
قال العقيلي : سمعت علي بن عبدالله بن المبارك الصنعاني يقول : كان زيد بن المبارك قد لزم عبد الرزاق ، فأكثر عنه ، ثم خَرق كتبه ، ولزم محمد بن ثور ، فقيل له في ذلك ، فقال : كنا عند عبد الرزاق فحدثنا بحديث معمر، عن الزهري، عن مالك بن أوس بن الحدثان .. الحديث الطويل ، فلما قرأ قول عمر لعلي والعباس : فجئت أنت تطلب ميراثك مِن ابن أخيك ، وجاء هذا يطلب ميراث امرأته ، قال عبد الرزاق : انظروا إلى الأنوك ، يقول : تطلب أنت ميراثك مِن ابن أخيك ، ويطلب هذا ميراث زوجته من أبيها ، لا يقول : رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال زيد بن المبارك : فلم أعد إليه ، ولا أروي عنه .
قال الإمام الذهبي : قلت : هذه عظيمة ، وما فَهِم قول أمير المؤمنين عُمر ، فإنك يا هذا لو سكت لكان أولى بك ، فإن عمر إنما كان في مَقام تبيين العمومة والبنوّة ، وإلا فَعُمر رضي الله عنه أعلم بِحَقّ المصطفى وبتوقيره وتعظيمه من كل متحذلق متنطّع ، بل الصواب أن نقول عنك : انظروا إلى هذا الأنوك الفاعل - عفا الله عنه - كيف يقول عن عُمر هذا ، ولا يقول : قال أمير المؤمنين الفاروق ؟! وبكل حال فنستغفر الله لنا ولعبد الرزاق ، فإنه مأمون على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم صادق . اهـ .
وكثير مِن علماء الكوفة يُوصفون بالتشيّع ، ولا يُوصفون بالرفض .
والذي فيه تشيّع ، لا يخرج عن دائرة السنة ، والرافضي خَارِج عن دائرة الإسلام !
وليس هذا تحاملا ! فالرافضة لهم دِين مستقلّ ! ودينهم يُقرّون بأنه الرفض ! وأن اسم الرافضة اسم سمّاهم الله به !
ولهم معابد خاصة تُسمّى " حسينيات " !
ولهم مصحف يُسمّى " مصحف فاطمة " !
فهذا دِين مُستقلّ !
وأين ما نُقِل عن مثل عبد الرزاق مِن دِين الرافضة الذي هو السبّ والشتم !
ومن أراد معرؤفة ذلك فليقرأ ما تُسمهي الرافضة دعاء صنمي قريش ! يلعنون فيه أبا بكر وعمر ويسمونها جِبتي قريش وطاغوتيهما ، ويلعنون ابنتيهما ! يعنون : حفصة وعائشة رضي الله عنهن وعن أبويهنّ .
بل يُعلِّقون الْخِرَق في سَبّ الشيخين وسبّ عثمان رضي الله عنه .
وإن تعجب فاعجب لحال هؤلاء الزنادقة ! في مقابل سبّ الأخيار يترضّون على أبي لؤلؤة المجوسي ، ويُسمّونه " بابا شجاع الدِّين " !!
أتدرون لماذا ؟
لأنه قتَل عمر رضي الله عنه ، وعُمر رضي الله عنه هو من أطفأ نار المجوس !
والله تعالى أعلم .