عنوان الكتاب
«تفسير» إرشاد الحيران إلى توجيهات القرآن 1/ 12
وصف الكتاب
هذا الكتاب إرشاد الحيران إلى توجيهات القرآن للأستاذ أحمد بن عبد السلام أبو مزيريق أكبر أبحاثه العلمية وأهمها ويتعبر إضافة للمكتبة القرآنية والإسلامية التي افتقرت منذ زمن إلى المنجزات العلمية التي تنتمي إلى طائفة الكتب الموسوعية الكبيرة في علوم القرآن وهو أول تفسير يسير فيه مؤلفه على قراءة قالون بن نافع المدني ولم يخرج عنها إلى غيرها من القراءات الأخرى رسما وضبطا كما أن المذهب الفقهي الذي اعتمده المؤلف مذهبا رئيسا في تأويل المسائل الفقهية هو مذهب أهل المدينة مما جعل هذا التفسير مدنيا بإمتياز .
وقد جمع في هذا التفسير خلاصة التفاسير الأصيلة القديمة كالطبري وابن عطية وغيره، وأولى عناية خاصة لتفسيرين متأخرين هما التحرير والتنوير لابن عاشور ، وفي ظلال القرآن لسيد قطب رحمهم الله .
وقد التزم فيه التفسير على الرواية السائدة في ليبيا وهي رواية قالون عن نافع المدني ، حيث قال في مقدمته :(واقتصرت في هذه المباحث في نص القرآن على رواية قالون عن قراءة نافع ، وفي الإعراب على المشهور من إعراب الجمهور ، وفي البلاغة ما ظهرت براعته وتلألأت عبارته، وفي الأحكام الشرعية ما اتضح دليلها واتحد سببها... وتجنبت الخلافات وابتعدت عن الاحتمالات ، وتوخيت الوضوح والتوضيح، وابتعدت عن الإشارة والتلميح...) .
وهو كتاب قيم في مجمله ، وفيه اجتهادات للمؤلف خالف فيها الجمهور ، وردَّ فيها بعض الأحاديث الصحيحة الثابتة في الصحيحين عفا الله عنَّا وعنه، مثل :
1- إنكاره نزول عيسى عليه الصلاة والسلام في آخر الزمان
2- تفسيره الدابة المذكورة في سورة النمل بالسيارة والقطار !
3- تفسيره الظهور في قوله تعالى :(وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ..) بالخروج إلى الحياة فتكون مصدراً ، ونحو ذلك من الآراء الغريبة التي لا يسندها دليل .
وقد استغرق تأليفه عشرين عاماً منذ 1393هـ حتى أنجزه عام 1413هـ .
الناشر : دار المدار الإسلامي - بيروت
الطبعة : الأولى 2011م
عدد المجلدات :12
عدد الصفحات :6,089
تصوير : مكتبة مشكاة الإسلامية
تاريخ النشر
1440/10/19 هـ
اسم المصنف: |
الشيخ العلامة المعقولي اللغوي المفسر الفقيه الأديب أحمد عبد السلام محمد أحمد بو مْزيريق المصراتي |
تاريخ الوفاة: |
2010م |
ترجمة المصنف: |
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وبعد...
هو الشيخ العلامة المعقولي اللغوي المفسر الفقيه الأديب أحمد عبد السلام محمد أحمد بو مْزيريق المصراتي، وبومْزيريق هو لقب لجده محمد، يرجع بنسبه إلى أسرة البيرة، وكانت عائلته من سكان منطقة البيرة ، ثم انتقلت إلى منطقة رأس علي ، وأول من سكن هذه المنطقة هو جده أحمد ولقب بو مْزيريق ، وكان آباؤه يعرفون بالبيرة .
ولد الشيخ سنة 1927م تقريبا، وكان أبوه ـ رحمه الله ـ تاجرا وشارك في معارك قصر أحمد، ومعركة المشرك، وكان لأبيه عم استشهد في إحدى معارك قصر أحمد.
توفي أبوه سنة 1974 عن 74 سنة .
وأمه من عائلة اشتيوي من رأس علي وتوفيت سنة 1941، وكان جده فلاحا وتاجرا، وكان الشيخ أحمد يحبه ويلتصق به كثيرا، ولد جده سنة 1875 وتوفي سنة 1974.
وجد الشيخ من أبيه وجده التوجيه السليم وتفريغه للدراسة وطلب العلم، وعدم تكليفه بالعمل رغم صعوبة المعيشة في تلك الفترة، وكانوا يحثونه على طلب العلم، فنشأ نشأة طيبة في أكناف هذه الأسرة الكريمة، ولم يشتهر أحد من أسرته بالعلم قبله.
ثانيا : طلبه للعلم
ابتدأ الشيخ في طلب العلم بتوجيه من عائلته في سن مبكرة، فالتحق بالكتاتيب في بداية نشأته – كعادة أهل هذه البلاد – وعمره خمس سنوات، وتعلم أصول الكتابة على يد الشيخ علي الشريف - من قبيلة يدر- ، ثم التحق بزاوية البي في سنة 1937، وأكمل حفظ بها القرآن على يد الشيخ: علي أحمد المنتصر المصراتي، وأكمل السلكة الرابعة وهو دون البلوغ، وحضر في الزاوية لمدة سنتين الدروس التي كان يلقيها فضيلة الشيخ المرحوم العلامة محمد بن العلامة عبد الرحمن بن نصر، والشيخ المرحوم المربي بشير السباعي.
وفي سنة 1945 ذهب إلى الشيخ العلامة : محمد السهولي ( م 1900 ، ت 1993 ) في مسجد رأس علي ولازمه وبدأ في الدراسة الحرة عليه في شتى العلوم الشرعية واللغوية والعقلية وغيرها، وكان يلازمه من الساعة الثامنة صباحا إلى الساعة الثانية عشر ظهرا يوميا عدا يوم الجمعة، ومما درسه على الشيخ السهـولي رحمه الله:
الكفراوي في النحو، وشرح وحاشية خالد الأزهري على الآجرومية، وحاشية العشماوي على الآجرومية، والأزهرية، والقطر بحاشية السجاعي، وشذور الذهب بحاشية عبادة، وشرح ابن عقيل للألفية مع حاشية الخضري، ودرس عليه في الفقه حاشية الصفتي على العشماوية، والمرشد المعين لابن عاشر، وشرح الرسالة لأبي الحسن الشاذلي مع حاشية العدوى، وأقرب المسالك، ومجموع الأمير، والرحبية، ودرس عليه الجوهرة في التوحيد، والسلم في المنطق، وموطأ مالك، ولازمه طيلة خمس سنوات ينهل فيها من معين علمه.
وقد كان للشيخ السهولي تأثير كبير في شخصية الشيخ العلمية، وكان المترجم كثير الثناء عليه وعلى علمه وتفانيه فيه وتواضعه ولينه وحسن خلقه.
وفي سنة 1950 ترك الشيخ السهولي وعين إماما وخطيبا ومدرسا للقرآن في المغاربة في قرية يدر، ودرس عليه القرآن خلق كثير بعضهم أكمل القرآن وبعضهم لم يكمله، وممن أكمله الشيخ محمد بو مزيريق أخو الشيخ، والشيخ علي الهمالي، والشيخ محمد الدويلي، والشيخ محمد قليصة، والشيخ سالم الهمالي، والشيخ الدكتور المرحوم عبد الله بن صلاح، والشيخ مصباح محمد مصباح وغيرهم كثير.
وحضر دروس العلامة محمد حسن عبد الملك في السمرقندية، وفي تلخيص المفتاح، وفي التفسير، حيث عرف عن هذا العلامة تصديه لتدريس التفسير، ولعل هذا هو السبب الذي جعل الشيخ يتصدر لتدريس تفسير القرآن في جامع الشيخ احمد بوسط البلد.
وأذن له الشيخ محمد حسن عبد الملك إذنا عاما كما أفادني بذلك الشيخ، وهو عن شيخه أحمد الرفاعي المصري، والشيخ العلامة رمضان أبو تركية المصراتي، كما أخذ عن العلامة الشهير مفتاح اللبيدي الفقه والميراث، والعلامة محمد محمد السماحي المصري، والعلامة عبد الحميد الشاذلي المصري، والعلامة المربي عبد الحميد شاهين المصري، وغيرهم.
التحق بالتعليم النظامي، فتحصل على الابتدائية الأزهرية، والثانوية الأزهرية من معهد القويري الديني الأزهري، ثم التحق بجامعة البيضاء كلية أصول الدين إلى أن تخرج منها عام 1967-1968م، ثم التحق بالجغبوب لإكمال دراسته العليا، لكنها أغلقت، فمنح الشيخ بعثة دراسية لاستكمال دراسته في مصر، لكن ظروفه حالت دون ذلك، فترك الدراسة وتفرغ للمطالعة والتدريس والتأليف.
درس الشيخ في معاهد البيضاء من حين تخرجه، ثم انتقل إلى مصراته حيث درس في مدارسها إلى أن دعاه العلامة المربي شيخنا الجليل محمد جبعور للتدريس في معهد القويري الديني وظل فيه مدرسا من سنة 77 تقريبا وحتى بعد تقاعده مجانا إلى أن حالت ظروفه الصحية من ذلك.
كما كان الشيخ طوال عمره إماما وخطيبا في مساجد كثيرة، استقر به المقام أخيرا في مسجد قريتهم بعد عجز شيخه العلامة محمد السهولي.
كما لم ينقطع الشيخ عن حلقات الدرس الحر في بيته والمساجد التي يؤم فيها المصلين، فدرس عليه كثيرون نهلوا من معين علمه، وتأدبوا بهديه وسمته، وأشهرهم على الإطلاق: شيخنا الجليل العلامة محمد محمد المحروق المصراتي الذي لازمه سنين عديدة، وقرأ عليه كثيرا من الفنون والكتب، ولم تنقطع صلته به إلى وفاته.
وكاتب هذه السطور حيث لازمته أكثر من خمس سنين في الدراسة الحرة في مسجد رأس علي، ودرست عليه كثيرا من العلوم في الفقه والتفسير واللغة والعقيدة والحديث والمنطق، كما درست عليه في التعليم النظامي في معهد القويري الديني، وأشهد الله شهادة منصف وعارف أني ما رأيت مثله أدبا وعلما، وإقبالا على الطلاب، وحرصا على إفادتهم.
خامسا : صفاته العلمية والخلقية :
الشيخ ذو عقلية نيرة، ناقد فذ، له آراء تدل على عمق فهمه وتحصيله العلمي الهائل، له باع طويل في اللغة والتفسير والفقه والأصول والمنطق، قارئ لا يفتر عن القراءة فلا تكاد تذكر كتابا أمامه ثم لا يكون قد قرأه، لا يفتر عن البحث والمطالعة والتأليف والتدريس، كريم الطبع عفيف النفس، لا يتكسب بعلمه، زاهد في الدنيا لا يبالي بها، بعيد عن الشهرة كاره لها، وكان يقول لكل شهرة ضريبة من دين الرجل وخلقه، لين الجانب، حسن المعشر، قليل الكلام في أمور الدنيا فإذا طرحت مسألة علمية للنقاش فالفارس الذي لا يبارى، والجواد الذي لا يجارى، محب لطلبة العلم، مقبل عليهم، حريص على التعليم والنصح، أفنى عمره كله في التعلم والتعليم، ولا تراه في غير هذا، وهذه علامة محبة وقرب، قال ابن عطاء الله" إذا أردت أن تعرف قدرك عنده فانظر في ماذا يقيمك، وأنا أشهد بالله ولله بحسب معرفتي بالشيخ، وما سمعته من تلاميذه وعارفيه أنه عاش حياته كلها إماما ومدرسا مفيدا، ومربيا حكيما، ومؤلفا عظيما، وزاهدا جليلا، حياته كلها علم وعمل، ليس له إلى مجالس الدنيا سبيل، إن تكلم أهلها سكت وأعرض، وإن فتح باب العلم فهو سيده وإمامه، وكان من الذين يجمعون بين العلم والعمل والسمت الحسن، يهدي بحاله ومقاله.
سادسا: مؤلفاته:
للشيخ مؤلفات كثيرة تدل على علمه وسعة اطلاعه، وهذا بيان ما أنبأني به منها:
1 – كشف الغطاء عما وقع في المآثم من الأخطاء.
2 – إرشاد الحيران إلى توجيهات القرآن، وهو تفسير كامل للقرآن، وهو أعظم مؤلفاته، أودعه خزانة فكره وأرائه وعلمه، شرع في تأليفه سنة 1973 وأكمله سنة 1993، وقد طبع في 12 مجلدا.
3 – مختارات ممتدة من تاريخ الإمامين جمال الدين الأفغاني ومحمد عبدة، وهذا الكتاب مختصر من تاريخ الشيخ محمد رضا .
4 – شرح المنظومة الفطيسية في الفقه، اقتصر فيه على حل الألفاظ.
5 - كشف المغطى من حقائق الموطأ.
6 - مختارات من جمع الحديث المرتب من كتاب لسان العرب، جمع الشيخ فيه أحاديث كثيرة من لسان العرب لابن منظور وشرحها وبين محل استشهاد ابن منظور بها.
7 – ثلاثمائة حديث منتخب من مختار جمع الحديث من كتاب لسان العرب، وهو مختصر من الكتاب الأول.
8 – نبراس الطرائق لإظهار ما فيها من الأباطيل والحقائق.
9- اقتباس الشعر الحكيم من آي الذكر العظيم.
10- نبذة عن معهد القويري الديني.
ولم يترك التدريس إلا بعد مرضه في حوالي 2007، وانقطع عن الفتوى كذلك تورعا وفهما، حتى فاضت الروح إلى باريها سنة 2010. رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.
كتبت هذا التعربف خجلا عجلا، وكأن قائدا يدفعني لأدي بعض حق الشيخ علي، وأنى لي أن أكافئه، فأياديه علي لا تحصى، ولعلي أكتب عنه كتابا أستعرض فيه نواحي حياته المختلفة، وإلى أن يتحقق ذلك أردد قول القائل:
لعل إلمامة بالجزع ثانية .... تهب منها نسيم البرء من عللي
وهذه الترجمة كنت قد أخذتها من الشيخ مشافهة مع بعض الزيادات مما تقتضيه الترجمة في مجلس بمسجد رأس علي عام 2006.
رحم الله شيخنا الجليل وأسكنه فسيح جناته، وجمعنا به في مستقر رحمته، وإلى لقاء آخر مع علم آخر أستودع الله دينكم وأماناتكم وخواتيم أعمالكم، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
|
التعليقات:
- محمد المهدي عبدالعالي
قالون راو وليس بقارئ..
2023-2-2م.
- حافظ محمد صلاح الدين
أنا أقرأ.
2020-4-29م.
- محمد رمضان وفا
عهدناك كريما أخي الحبيب مسك إستمر ولك دعوات بظهر الغيب.
2019-6-26م.
- عبدالخالق
إضافة قيمة لمكتبة التفسير.
2019-6-24م.
أضف تعليقا: