وبالرغم من كثرة تفاسير هذا الكتاب المعجز التي تعج بها المكتبات العلمية في كل مكان على هذه الأرض ، فلقد عزمتُ أن يكون هذا التفسير تفسيرا تربويا علميا ، مقتديا بمنهج القرآن لإخراج خير أمة للعالمين ، فأسردته بترتيب نزول الوحى على رسول الله صلى الله عليه وسلم قاصدا أنه " وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ، ونزلناه تنزيلا " 106 الاسراء ، كما تربت به وتعلمته صحابة رسول الله منذ نزل عليهم وهم مستضعفين في مكة ، فعلموا منه هويتهم الحقيقية وتربوا عليها ، وهوية مجتمعهم الذى يعيشون فيه ، وهوية الكون الذى يتعامل معهم ... وهكذا نشأ وتعلم الجيل الفريد مع رسولنا الخاتم صلى الله عليه وسلم ، وهكذا قصدت بهذا التفسير ، أن يعيش قارئه فيفسر له سر وجوده ووجود هذا الكون من حوله ، يقول له : من هو ؟ ومن أين جاء ؟ ولماذا جاء ؟ والى أين يذهب في نهاية المطاف ؟ ... من الذى جاء به من العدم ومن المجهول ؟ من ذا الذى يذهب بهم ؟ وما مصيره هناك ؟ ما هذا الوجود الذى يعيش فيه ؟ ومن وراءه من الغيب يستشرفه ولا يراه ؟ من أنشأ هذا الوجود المليء بالأسرار ؟ ... وكيف نتعامل مع خالق هذا الكون ؟ وكيف يتعامل العباد مع العباد ؟ ...ثم بعد ذلك لنجعل آيات التكاليف تتنزل علينا بعد أن تنصقل قلوبنا وأحاسيسنا وتصوراتنا بالعقيدة وتتشبع بها أرواحنا ... وهكذا أردت بهذه القطوف أن أقول لدارسه ما كان يقوله القرآن لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ...المؤلف
عدد المجلدات :1
عدد الصفحات :2361