الشَّيْخُ الدُّكْتُور المُقْرِئ يَحْيَى بنُ عَبْد الرَّزَّاق الغَوْثَانِيِّ النصيبي (حَفِظَهُ اللهُ)
بِقَلَمِ الأخ : أَبُو فِرَاْس النَّصر.
اسمُهُ ومَوْلِدُهُ ونَشْأَتُهُ:
هو الشَّيْخُ العَلامَةُ، والمُقْرِئ الفهَّامةُ الدُّكْتُور يَحْيَى بنُ عَبْد الرَّزَّاق الغَوْثَانِيِّ .
وُلِدَ ـ حفظه الله ـ في (21 رمضان 1383هـ) الموافق: (1963 م) في قرية (نَصِيْب) الحدودية مع الأردن، في ريف محافظة درعا الجنوبي الشرقي، وأمضى المرحلة الأولى من طفولته فيها، في ظل أسرة حورانية عربية أصيلة محافظة أعانته على حفظ القرآن وإقامة شعائر الدين.
دِرَاسَتُهُ وطَلَبُهُ العِلْمِيِّ:
ـ تدرَّج الشيح يحيى في الدراسة الابتدائية، ثم المتوسطة، ثم انتقل إلى دمشق ليحصل على شهادة الثانوية الشرعية من معهد الفرقان في دمشق.
ـ ثم سافر الشيخ يحيى إلى (المدينة المنورة)؛ لإكمال دراسته الجامعية ـ التي كان يطمح إليها منذ طفولته ـ ؛ ليتخرج في جامعتها الإسلامية بدرجة (بكالوريوس) في الشريعة الإسلامية عام (1985م).
ـ ثم توجّه الطالب النجيب ذو الطموح العالي الشيخ يحيى إلى أم القرى (مكة المكرمة) ليكمل دراسته العليا؛ حيث تخرج في المعهد العالي لإعداد الأئمة والدعاة بمكة المكرمة سنة (1988م) حاصلاً على درجة (الماجستير) في الدعوة والدراسات الإسلامية.
ـ وعلى سيرة العلماء الأقدمين في شَدِّ الرِّحال لطلب العلم؛ سافر الشيخ يحيى إلى السودان؛ لدراسة أرقى العلوم وأعلاها (علم قراءات القرآن الكريم)؛ فتخرّج في قسم التفسير وعلوم القرآن بدرجة (الدكتوراه) من جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية بأم درمان عام ( 1997 م)
شُيُوْخُهُ:
درس الشيخ يحيى على أيدي كبار العلماء، ومنهم:
ـ درس الفقه الحنفي على الشيخ عبد الصمد إسماعيل.
ـ درس وتعمَّق في الفقه الشافعي على يد الفقيه العلامة الشيخ عبد الرحمن النعسان.
ـ تلقى التجويد وجوَّد القرآن على الشيخ عبد الغني الصلاحي وتلقى عنه قواعد حفص وورش.
ـ لازم العلامة الكبير المؤرخ الشيخ نايف العباس (من مدينة إنخل بمحافظة درعا ت: 1407هـ) فقرأ عليه العديد من الكتب العلمية.
ـ لازم بعض علماء الحرم المدني، كالشيخ عطية السالم فسمع منه شرح الموطأ، والشيخ المنتصر الكتاني فحضر دروسه في المسند، والشيخ أحمد عبد القادر الشنقيطي، والشيخ أحمد قلاش الذي تلقى عنه علوم العربية والعروض والبلاغة، والشيخ محمد الحجار في الفقه الشافعي، والشيخ محمد عوامة الذي تلقى عنه علم المصطلح، والشيخ حماد الأنصاري، والشيخ سيد لاشين.. وغيرهم... وكلهم أجازوه بأسانيدهم، هذا بالإضافة إلى أساتذة الجامعة الاسلامية مابين عام (1403هـ) إلى (1406هـ).
وفي مكة التقى بكبار مشايخها، وقرأ عليهم، ومنهم:
ـ العلامة المقرئ الشيخ عبد الغفار الدروبي حيث ختم القرآن الكريم عليه أكثر من 28 ختمة بالقراءات العشر وحفظ عليه الشاطبية والدرة.
ـ العلامة الشيخ ابراهيم فطاني.
ـ الشيخ محمود عبد الدايم.
ـ الدكتور أحمد فهمي ابو سنة.
والتقى بالعديد من الشخصيات العلمية كالشيخ ابي الحسن الندوي، والشيخ أمين سراج في تركيا، والشيخ بدر الدجى، والشيخ أبو العينين شعيشع، وزار الشيخ العلامة ابن باز وجالسه واستفاد منه، والتقى بمحدث الشام العلامة محمد ناصر الدين الألباني، والشيخ محمد قطب.
إِجَازَاتُهُ:
هذا، وحصل الشيخ يحيى على إجازات متعددة في القراءات وغيرها، ومنها:
ـ إجازة في التجويد والقراءات من معهد القراءات القرآنية في حماة سنة (1409هـ).
ـ إجازة في القرآن الكريم من شيخ قراء باكستان الشيخ فتح محمد باني بتي.
ـ إجازة برواية حفص عن عاصم وبالقراءات العشر من المقرئ الشيخ بكري الطَّرابيشي الدمشقي ـ صاحب الإسناد الأعلى في العالم ـ.
ـ إجازة في القراءات العشر من طريق الشّاطبية والدرة من المقرئ الشيخ عبد الغفار الدروبيّ.
ـ إجازة في القراءات العشر من طريق الطيبة من المقرئ الشيخ محمد عادل الحمصي، ومثلها من المقرئ الشيخ عبد الشكور الترمذي الباكستاني، ومن شيخ القراء في اسطنبول الشيخ عبد الرحمن أفندي.
ـ ومجموعة من الإجازات العلمية والحديثية من كبار شيوخ العصر الحديث في صحيح البخاري وسائر الكتب الستة وجميع المسلسلات الحديثية.
شَهَادَاتُهُ العِلمِيَّة المُعَاصِرَة:
درس الشيخُ يحيى ـ حفظه الله ـ بالتوازي مع دراسته للعلوم الشرعية ـ العلومَ المعاصرة التي فتحت له آفاقاً عديدة؛ فحصل على عدة شهادات، منها:
ـ شهادة في تنمية الموارد وإعداد الميزانيات.
ـ شهادة في البرمجة اللغوية العصبية، ودورة مساعد ممارس في ذات التخصص، ثم ممارس معتمد، ثم ممارس متقدم، ثم مدرب إشرافي و مستشار إداري من الاتحاد العالمي لمدربي البرمجة اللغوية العصبية، و مؤسسة النمذجة السلوكية المتقدمة.
ـ مدرب معتمد في التنويم الإيحائي من المجلس الأمريكي للتنويم الإيحائي.
ـ مدرب معتمد لبرنامج التفكير بطريقة الكورت... وغيرها كثير.
أَعْمَالُهُ العِلمِيَّة وإِنْجَازَاتُهُ التَّدْرِيْبِيَّة:
ألقى الدكتور يحيى ـ خلال أسفاره وتنقلاته ـ العديدَ من الدورات التدريبية والتعليمية القيمة، ومن أبرزها:
ـ دورات متميزة في (الأفكار الإبداعية) في حفظ القرآن الكريم باستخدام التقنيات الدماغية المعاصرة، في العديد من دول العالم.
ـ برامج ودورات تطويرية.
ـ دورات واستشارات في السعادة الزوجية والتربية والإبداع وتنمية المهارات الذكائية عند الطلاب. وغيرها.
خبرَتُهُ التَّدرِيْسِيَّة:
عملَ الشيخ يحيى مُدرساً في العديد من المؤسسات العلمية في المملكة العربية السعودية وغيرها، ومن أنشطته التدريسية:
ـ تدريس مادة القرآن الكريم والتجويد والقراءات السبع في العديد مساجد ومدارس المملكة.
ـ تعاون مع جامعة العلوم والتكنولوجيا اليمنية فرع جدة مرحلة الماجستير، لتدرس مادة الإعجاز البياني والبلاغة التطبيقية في القرآن الكريم سنة ( 1421 ـ 1423 هـ).
ـ درَّس طرق التجويد وطرق تدريس القرآن الكريم، وأصول الخطابة في جامعة الآداب والفنون والحضارة الانسانية في بيشكيك عاصمة قيرغيستان.
ـ أشرف على حلقات القرآن في جدة.
ـ نال شرف الإقراء في المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة، وما زال يقرئ طلاب العلم من مختلف دول العالم إلى هذا اليوم.
ـ مدرب ومستشار إشرافي في حلقات المسجد النبوي الشريف.
والشيخ ـ حفظه الله ـ هو عضو في رابطة الأدب الإسلامي العالمية، وعضو في الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه، وعضو سابق في برنامج القرآن الكريم التابع لهيئة الإغاثة الإسلامية... وغيرها من المؤسسات العلمية.
وللشيخ ـ حفظه الله ـ العديد من البرامج التلفزيونية، وهي في أغلبها عن علوم القرآن الكريم والتربية.
ـ كما شاك في العديد من اللجان التحكيمية للمسابقات الدولية للقرآن الكريم في العديد من دول العالم.
أما تَلامِيْذُهُ:
فقد قرأ على الشيخ يحيى كثير من الطلاب من مختلف دول العالم، وأجازهم، ولا زال إلى هذه اللحظة يقرئ ويعلم كتاب الله ويقرئ المسلسلات بأعمالها ولديه مجلس يقرأ عليه فيه صحيح البخاري وغيره من الصحاح لا زال مستمراً، ومن طلابه:
ـ الحافظ الجامع المقرئ الشيخ هيثم الحبال.
ـ المهندس الشيخ صالح العطار.
ـ الدكتور الحافظ الشيخ أسامة نور.
ـ الدكتور الحافظ الشيخ منتصر الرغبان.
ـ الشيخ محمود الحسيني.
ـ الشيخ احمد الهبهاب.
ومئات ممن حفظوا القرآن على يديه من الإخوة والأخوات.
مؤلفَاتُهُ وإنتَاجُهُ العلْمِيِّ:
الشيخ يحيى ـ حفظه الله ـ من ذوي الهمم العالية في الدراسة والقراءة والتحقيق؛ ووفقه الله تعالى إلى تأليف وشرح العديد من الكتب العلمية والتخصصية، ومنها:
ـ كيف تحفظ القرآن الكريم قواعد أساسية وطرق عملية. (مطبوع).
ـ علم التجويد أحكام نظرية وملاحظات عملية ثلاثة مستويات. (مطبوع).
ـ فن الإشراف على الحلقات القرآنية ، دراسة ميدانية تأصيلية. (مطبوع).
ـ شرح الشاطبية في القراءات السبع ، مسجل على أشرطة فيديو صوت وصورة.
ـ تيسير أحكام التجويد. (مطبوع).
ـ متن الجزرية ألبوم كاسيت مسجل بالصوت مع كتيب. (مطبوع)... وغيرها.
الخَاتِمَةُ:
بعد هذه الجولة السريعة الماتعة في حياة هذا الشيخ الجليل؛ لا يجد الإنسان صعوبة في إدراك مدى الجهد الذي بذله الشيخ يحيى حتى وصل إلى ما وصل إليه من مكانة علمية مرموقة يعرفها أهل العلم والفضل، وحُقَّ للعام الإسلامي عامة ولمحافظة درعا العريقة خاصة أن يفخروا بهذا العَلَم، وحُقَّ لسيرته العطرة أن تكون نبراساً يُضيئ الدرب لطلاب العلم السائرين.
حفظ الله ابن درعا العلامة الشيخ يحيى الغوثاني، وبارك الله في أعماله وجهوده، وأطال الله عمره في طاعته. |