وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . . .
وأسأل الله العظيم أن يختار لك خيرا ويكتب لك خيرا ويجعل لك قرة العين فيما قضا وقدّر . .
أختي الكريمة . .
الزواج سنة المرسلين ، وهو من العبادات العظيمة والشعائر الجليلة التي عظّمها الله تعالى واشعر بتعظيمها . .
وفيه من العبوديات ما لا يمكن أن يكون إلاّ به كحسن التبعّل للزوج ، والأمومة ورعاية الأبناء ونحو ذلك . .
ولأن الزواج ( عبادة ) و ( مسؤوليّة ) و ( أمانة ) فإن النبي صلىالله عليه وسلم قد علّمك كيف تختارين لحياتك من يكون لك عوناً على القيام بهذه المسؤولية والأمانة . .
فأوصاك صلى الله عليه وسلم بقوله : " إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه " .
هذا هو أساس البناء . .
أساس بناء الاستقرار . . يبدأ من عند هذه النقطة ( حسن الاختيار ) القائم على مؤهلات وكفاءات واضحة صحيحة ثابتة ..
- حسن التديّن .
- مع حسن الخُلق .
ثم تأتي بقيّة الاعتبارات تبعاً لهذا . .
لكن حين تحرص الفتاة على أن تختار ( صاحب الدين والخُلق ) فذلك لا يعني أن حياتهماالمستقبلية ستخلو من المشكلات والتبعات والمسؤوليات . . بل ذلك طبيعة الحال وطبيعة الواقع في هذه الحياة الدنيا ، وطبيعة واقع الحياة الزوجية على وجه الخصوص . .
حياتك الان بلا زوج تختلف في مسؤولياتها والتحديات فيها عن الحياة الزوجيّة .
الحياة الزوجيّة فيها شريك له رغباته واهتماماته وطريقته في التفكير والتعبير والاهتمام . .
وأنت لك رغبات واهتمامات وحاجات زطريقة في التفكير والتعامل مع الواقع والحياة . .
والهل تعالى يقول : " وليس الذّكر كالأنثى " يعني أن هناك اختلاف طبيعي بين الطرفين .. هذا الاختلاف يكون سبباً في بعض الخلافات بين الطرفين . .
وواجب الطرفين هو الإيجابية في إدارة حياتهما بكل ظروفها ..
والمقصود أخيّة . .
أن السعادة في الزواج هي سعادة في العمل والبذل والعطاء .. وليست السعادة هي محطة وصول نضع فيها حملنا لنستمتع بها بلا عمل ولا جهد ولا بذل . .
بل السعادة تكمن في الجهد والكفاح والصبر . .
السعادة تكمن في الشعور بالعبودية لله تعالى في كل عمل تقوم به الزوجة تجاه زوجها مهما كان موقفه منها وتعامله معها . .
فهي تراقب فيه رضا الله قبل رضاه . .
ومن كان لله كما يحب أعطاه الله ما يحب .
النصيحة لك . .
أن تتثبّتي من أخلاق الرجل ودينه . .
اسألي عنه عند مطلقاته . .
وعند زوجاته وارحامه فهم اقرب الناس إليه وهم من عايشه وعاشره . .
وكوني حكيمة في النظر لكلام الآخرين . .
فلا تأخذي كلامهم على نوع من التسليم الكامل . كما لا ترفضيه جملة . .
ووازني بين الأمور . .
ثم لابد أن تدركي أن الارتباط برجل له أبناء يعني أن هناك مسؤوليات اضافية في الحياة بينك وبينه . . مهما يكن . . فهم يشغلون حيّ.ا في نفسه واهتمامه ومشاعره . ويشغلون وجودا في حياتك . .
وكون أنه ايضا لا تزال له زوجة في ذمته يعني أن هناك مسؤوليّة أخرى . .
ابنِ قرارك على وعي واستشعار لهذه المسؤوليات . .
وانظري قدرتك . .
فإن كنت راغبة فيه على ما تبين لك من السؤال عنه وعلى ما في حاله من المسؤوليات فاستعيني بالله . . واستخيري ..
وكوني لله في حال رخاءك كما يحب .. يكن لك عوناً في مثل هذه الظروف والمواقف .
وأكثري من الاستغفار والدعاء .
والله يرعاك ؛ ؛ ؛