وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
وأسأل الله العظيم أن يُصلح القلوب ويجمعها على طاعته . . .
أخيه..
هذا الكلام الذي ذكرتيه يجعل كل عاقل وعاقلة يقف بيقين على مخاطر (الاختلاط) و (دخول غير المحارم على النساء).. ونؤمن بيقين بقوله صلى الله عليه وسلم: "إيّاكم والدخول على النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء" فتأملي كيف كان التساهل بالأخذ بهذه الوصيّة النبويّة فيه تفريق للأسر وضياع للأولاد، وفرقة بين الأقارب والأرحام، وسبب ذلك هو التهاون في (الاختلاط) و (الدخول على النساء).
والزوجة يحق لها أن تطلب الطلاق أو الخُلع من زوجها متى ما كان يسيء عشرتها، وكانت إساءتها تعرّضها لارتكاب محظور، وقد جاء في الصحيح أن امرأة ثابت بن قيس جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تطلب منه أن يطلقها من زوجها وقالت: إنّي لا أعتب عليه في خلق ولا دين ولكن أكره الكفر في الإسلام لا أطيقه بغضاً!
فهي رأت أن بقاءها مع زوجها يجعلها تسيء عشرته، ولا تقوم بحقه الذي أمر الله من شدّة بغضها له فلم ينكّر عليها النبي صلى الله عليه وسلم طلبها للطلاق.
والمقصود أن هذه الأخت إذا كانت قد تزوّجت زواجاً صحيحاً بهذا الشاب، فهي زوجته وهو زوجها ولها عليكم حق الصلة والقرابة، وهي وإن كانت في نظركم قد أخطأت فإن المخطئ بحاجة إلى من يبصّره ويعينه على الحق لا من يهجره ويزيد في نفسه العناد والمكابرة.
فكما قلت لك إن كان الزّواج صحيحاً فلا ينبغي لكم أن تفرّقوا بينها وبين زوجها، ومقاطعتكم لها ولزوجها فيه نوع من الضغط عليهما ليتفرّقا، مع أن الأولى بكم كان ينبغي أن تحرصوا من قبل وتُصلحوا ما بينها وبين زوجها الأول، وتحرصوا على قطع طريق الاختلاط ودخول الشباب غير المحارم على النساء في بيوتهم.
فالنصيحة لك ولهذه الأخت ولأقربائها: أن يراقبوا الله تعالى في سلوكهم، وان لا يتخذوا أي قرار في شأن أمرهم إلاّ وهم يعلمون ويسألون هل هو مما يحبه الله أو مما يبغضه.
والله تعالى قد حرّم الاختلاط، وحرّم قطيعة الأرحام .
أسأل الله تعالى أن يصلح القلوب ويجمعها على طاعته